إعداد المكتب الهيدروغرافي الوطني العماني في يونيو 2007م
مقدمـة
بمناسبة اليوم الهيدروغرافي العالمي الذي يصادف تاريخ 21 يونيو من كل عام وتماشياً مع مسيرة المنظمة الهيدروغرافية الدولية لتأمين سلامة الملاحة الدولية يحتفل المكتب الهيدروغرافي الوطني التابع للبحرية السلطانية العمانية وللعام الثاني على التوالي بهذه المناسبة والتي تعد فرصة طيبة للتعريف ببعض نشاطات هذا المجال حيث رفع هذا العام المنظمة شعار التعريف بالخرائط الملاحية الإلكترونية بهدف نشر الوعي على كافة المستويات.
الخرائط الطبوغرافية الورقية مألوفة لجميع الناس تقريباً سواء من خلال دراستهم للجغرافيا أو عند تخطيطهم للقيام برحلات برية، ولكن قلة قليلة هم الذين رأوا الخارطة البحرية ناهيك عن الإلمام بكيفية استخدامها. ومما لاشك فيه أن الخارطة الطبوغرافية والخارطة البحرية التي تعرّف بإنها الخارطة التي توضح بصفة عامة طبيعة القاع وشكل الساحل وتحتوي على أعماق بحرية وكذلك المساعدات الملاحية ، تشتركان في العديد من الخصائص، وبصفة خاصة عملية تجميع بياناتهما وتفاصيلهما تتم بنفس الطريقة تماماً، إلاّ أن كل منها تنفرد بطريقة إنتاج مختلفة عن الأخرى.
هناك بعض الفوارق المهمة بينهما أهم هذه الفوارق على الإطلاق أن الخارطة البحرية تعتبر وثيقة قانونية لذا يمكن استخدامها كدليل في المحاكم في حالة حدوث أي حادث بحري يؤدي إلى خسائر مالية أو في أسوأ الحالات إلى خسائر في الأرواح، وهذا ما لا ينطبق على الخارطة الطبوغرافية. فمستخدم الخارطة الطبوغرافية الذي يتعرض لحادث ما في الطريق نتيجة لخطأ بها، ليس له الحق في مقاضاة الجهة المنتجة لها. أما ملاك السفن ومستخدمي الخرائط البحرية من ناحية أخرى فيمكنهم مقاضاة منتج الخارطة البحرية إذا كان الحادث بسبب خطأ في الخارطة البحرية.
وهذا الفرق الأساسي دفع إلى وجود خصائص أخرى تميز الخارطة البحرية عن الخارطة الطبوغرافية، فالخارطة البحرية يجب أن تكون دقيقة ومحتوية على أحدث المعلومات. وعلى النقيض من الخارطة الطبوغرافية فإن مسؤولية تحديث الخارطة البحرية تقع على عاتق مستخدم الخارطة وهو ما يتم عادة الإشارة إليه ضمن المعلومات الهامشية الموفرة على كل خارطة بحرية، ويقوم المستخدم بعملية التحديث باستخدام المعلومات التي يتلقاها من المنتج كإشعار ضمن الإعلانات الملاحية. وعندما تجرى العديد من التغييرات على خارطة بحرية ما خلال فترة زمنية يقوم المنتج عادة بإصدار طبعة جديدة من تلك الخارطة متضمنة جميع البيانات الجديدة، وهذا يعني أن الطبعات الجديدة بالنسبة للخرائط البحرية تصدر بمعدل أسرع بكثير مما هو الحال بالنسبة للخارطة الطبوغرافية. يمكن تخزين الخرائط الطبوغرافية وصرفها بعد فترة طويلة من طبعها ولكن في حالة الخرائط البحرية فيتم طباعتها بكميات قليلة ( الطباعة عند الطلب ) وهذا يسهل عملية تحديثها إذا اقتضت الحاجة لذلك وبالتالي إعادة طبعها لضمان حصول الملاح على معلومات حديثة.
أخيراً ، بسبب قيام المستخدم برسم وتعديل خُططه للإبحار وكذلك بتصحيح وتحديث الخارطة البحرية يدوياً فإنها تخضع للكتابة والكشط والشطب باستمرار ، مما يعرضها للبلى والتمزق لكثرة الاستعمال لذلك فإن الورق المستخدم لطبع الخرائط البحرية عادة ما يكون أعلى جودة وأكثر تحملاً من ورق الخرائط الأخرى.
مستخدم الخارطة الطبوغرافية بإستطاعته ربط ما يراه على الخارطة بالطبيعة لذلك له القدرة على كشف المعلومات الغير مرسومة وكذلك الغير صحيحة وهذا بعكس الخارطة البحرية فلكون المياه تغطي الجزء الأكبر من معالم القاع الغير مرئية للملاح فيجب عليه الوثوق تماماً بدقة المعلومات الموفرة في هذه الخارطة. الملاح المستخدم للخارطة البحرية يعتبر متخصصاً ومحترفاً بعكس مستخدم الخارطة الطبوغرافية ولهذه الأسباب فالملاح يدرك جميع الرموز والمصطلحات المستخدمة في الخارطة البحرية كذلك لا تحتاج الخارطة البحرية تفسيراً لمصطلحاتها وكذلك لا تحمل مفتاح رسم للرموز المستخدمة فيها وهذا بعكس الخارطة الطبوغرافية.
إن سلامة الملاحة البحرية هي دائما ماتشغل بال الملاحين في العصر الحالي وكذلك كانت في العصور القديمة، وبطبيعة الحال أصبحت حاليا أمراًً ملزماً تتم مراقبته من قبل المنظمات الدولية العاملة في هذا المجال. تزخر سلطنة عمان بتاريخ عريق في الملاحة البحرية وهي كذلك تتمتع بخط ساحلي طويل يدعوها إلى التركيز في كل ما يتعلق بالحفاظ على أمن وسلامة الملاحة في مناطقها البحرية الحيوية. ويعتبر المكتب الهيدروغرافي الوطني التابع للبحرية السلطانية العمانية الجهة الوحيدة المسؤولة عن إنتاج الخرائط البحرية والمنشورات المصاحبة لها وكذلك النشرة الموجهة للملاحين (الإعلانات الملاحية .
نبـذة تاريخيـة
من المسلم به أن البحارة وخاصة العرب منهم عرفوا كيف يرتادون البحار بإستخدام النجوم على مدى قرون عدة، وبرغم هذه المعرفة المتقدمة بالنجوم والمسارات المتبعة في الملاحة الشراعية فما زالت هناك حالات كثيرة سجلت لغرق وإرتطام بعض السفن بالصخور ولحتمية وقوع مثل هذه الحوادث فأنها دائماً ما تؤدي إلى خسائر في السفن (وحمولتها) ومن هذا المنطلق فالمعرفة الملاحية الواسعة والمتعمقة معقدة لدرجة إستدعت الحاجة وفي كثير من الأحيان إلى تدوينها حتى يمكن إستخدامها بواسطة الملاحين الآخرين، ومما لا شك فيه أن ذلك كان يعني وجود شكل من أشكال الرسم البياني الذي يمكن إعتباره الشكل القديم للخارطة البحرية.
هنالك إحتمال كبير بأن أول خارطة بحرية ليست إلا مخطط تقريبي مرسوم على الرمال بواسطة عصا، وربما حدث ذلك عندما كان أحد الملاحين يقوم بتوضيح مسار سفينة لقبطان آخر قبل الإبحار. ومن هذه البداية المتواضعة إستمرت عملية تطوير الخارطة البحرية جنباً إلى جنب مع تطور العلوم الأخرى، وعلى سبيل المثال فإن إختراع أول نوع من الورق كان بمثابة خطوة جبارة نحو تطور جميع الخرائط ومنها البحرية.
الإنتـاج الحديـث
توالت الإختراعات اللاحقة وبالتأثير على صناعة الخرائط البحرية ولكن ربما كان الإختراع الأكبر بعد الورق هو المطبعة والتي أحدثت نقلة نوعية في الإنتاج السريع للخرائط على شكل نسخ تتطابق جميعها في كل شيء بعد أن كانت الخرائط ترسم يدوياً، وبهذه الطريقة أصبح ممكناً توزيع هذه الخرائط إلى عالم الملاحة على نطاق واسع.
يمكن مشاهدة الخرائط الأصلية المرسومة يدوياً في العديد من المتاحف حول العالم والتي تعتبر في عداد الأعمال الفنية الرائعة. وأنشأت أقدم خارطة بحرية معروفة في حوالي القرن الثالث عشر الميلادي وهو ما يعني بأن لرسم الخرائط البحرية رحلة طويلة مع التطور. وفي الماضي القريب كانت تجمع تفاصيل الخرائط البحرية بإستخدام مجموعة من الطرق الكيميائية والبصرية وكذلك المعدات الميكانيكية وكانت هذه العملية ينتج عنها خرائط عالية المستوى ولكنها كانت تستغرق وقتاً طويلاً في الإنتاج بجانب تعرضها لبعض الأخطاء.
أما في الوقت الحاضر فتتم عملية تجميع الخرائط بواسطة الحاسب الآلي الذي يلعب دور الأداة الرئيسية التي كان يلعبها رسام الخرائط فيما مضى، وبفضل التطور في تقنية الرسم فإن الخارطة البحرية المرسومة تكون بنفس مستوى النسخة المطبوعة ، وتستطيع المكاتب الهيدروغرافية الآن طباعة الخرائط البحرية ذاتياً بواسطة ماكينات طباعة كبيرة الحجم وبهذه الطريقة الذاتية لا يضطر المنتج إلى الاستعانة بمطابع خارجية وبالتالي يحكم سيطرته على مجمل العملية الإنتاجية وفي ذلك ميزة مزدوجة تتمثل في تقليل التلف وفي نفس الوقت إنتاج منتج مصمم لتلبية الاحتياجات الدقيقة للمستخدم النهائي للخارطة.
المستقبـل
على غرار الثورة التقنية التي أحدثت تحولاً مشهوداً من الطريقة التقليدية لإنتاج الخرائط البحرية للطريقة الحديثة في الإنتاج شهد العالم تطوراً مماثلاً في وسائل الملاحة الإلكترونية التي ظل إستخدامها يتزايد بإستمرار خلال حقبة التسعينات ولكنها الآن تعزز أو تحل سريعاً محل وسائل الملاحة التقليدية وهو ما إستوجب الحاجة إلى أن يقوم رسام الخرائط المعاصر بإعداد الخارطة الملاحية الإلكترونية بدلاً من الخارطة البحرية الورقية.
الخرائط الملاحية الإلكترونية
الملاحة الإلكترونية ماهي؟
مع أن معظم الناس لديهم فكرة مبهمة وبسيطة عن الخارطة الملاحية البحرية التقليدية المطبوعة على الورق ، هناك قلة منهم قد سمعوا (عن خياراتها الإلكترونية). ومع ذلك فإن الأشخاص الذين لديهم أجهزة ملاحية في سياراتهم قد لا يعرفون عن هذه الخرائط ولكنهم يستخدمون مبدأ مماثل لها، وهذا النظام يوفر قاعدة عرض مرئية يقوم بموجبها نظام تحديد المواقع بالمركبة بعرض موقع المركبة والطريق الذي أتبعته والوجهة التي يرغب السائق الذهاب إليها.
كذلك السفن قد يكون لديها نظام ملاحي إلكتروني يستخدم الحاسوب للعرض يطلق عليه عادة "نظام عرض المعلومات والخرائط الإلكترونية ومثل هذا النظام يتطلب مجموعة بيانات بصيغة خاصة مناسبة تمكن البحار من فهمها وإستخدامها في الملاحة. وتتمثل مجموعة هذه البيانات في "الخارطة الملاحية الإلكترونية"
ما ليس صحيحاً
من المهم ملاحظة أن الخارطة الملاحية الإلكترونية هي ليست نظام رقمي معادل للخرائط الورقية ولا يبدو حتى مشابهاً لها. وبالأحرى ، إن الخارطة الملاحية الإلكترونية نظام رقمي متكامل للمعلومات الملاحية والهيدروغرافية والذي يمثل عرضاً بيانياً للمعلومات الهيدروغرافية المبينة حالياً في الخرائط الملاحية التقليدية والمنشورات المساعدة لها بصورة رقمية وهي عبارة عن بيانات قامت بوضعها جهة معترف بها وهي مطابقة للمعايير الدولية وأصدرت للإستخدام على هيئة نظام إلكتروني معتمد لعرض المعلومات والخرائط الإلكترونية.
محتوى الخارطة الملاحية الإلكترونية
بالإضافة إلى كل المعلومات الموضحة على الخارطة البحرية الورقية ، فإن الخارطة الملاحية الإلكترونية قد تحتوي على معلومات إضافية مثل دليل الإبحار . وعلاوة على قدرة نظام عرض المعلومات والخرائط الإلكترونية على إدخال ودمج بيانات أخرى بشكل مباشر من خلال عدة مصادر كنظام تحديد المواقع العالمي وبيانات المد والجزر بالإظافه إلى الرادار ، وبالتالي فإن المعلومات المتوفرة للملاح تكون أكثر بكثير من تلك الموضحة على الخارطة البحرية الورقية ، كما يقوم نظام عرض المعلومات والخرائط الإلكترونية بصفة مستمرة بتسجيل وحفظ المسار المتبع للسفينة وبالتالي توثيق الرحلة ليتم إستعراض وإستخدام هذا المسار في أغراض التخطيط وكذلك تكرار الإبحار إذا أستدعى الأمر في نفس المسارات السابقة وبالتالي تصبح عملية الملاحة البحرية بسيطة وآمنة.
يتيح نظام العرض عند تشغيل خارطة ملاحية إلكترونية فيه ، للملاح أن يشاهد مكان موقع سفينته بالتحديد ، والتي عادة ما توّضح بواسطة شكل بدن السفينة تظهر على الخلفية من مجموعة البيانات الظاهرة ويمكن لهذا النظام أن يعرض كذلك معلومات أخرى ، كمسار السفينة الحقيقي والمسار المخطط إتباعه وقنوات الشحن والمخاطر ومواقع السفن الأخرى حيث أساطيل السفن الأخرى تحمل نظام تعريفي آلي – ، وغيرها ، أضف إلى ذلك أن النظام يكون لديه أجهزة إنذار تعمل على تحذير البحار بواسطة صوت أو إنذار مرئي بوجود مخاطر أو مسارات تؤدي إلى الإصطدام مع سفن أخرى.
وبالرغم أن الجهات الدولية لديها قوانين موضوعة لتوحيد المعايير والمقاييس وكذلك المصطلحات والرموز المستخدمة في الخرائط الملاحية عالمياً ، وهذا يسهل عملية قراءتها وإستخدامها من قبل الجميع وان إختلفت الدول الناشرة لها وهذا الأمر ينطبق كذلك على الخرائط الملاحية الإلكترونية ، إلا أنها يمكن أن تختلف ولكن تظل مؤهلة كمنتج رسمي . يجب أن يتم إصدار جميع الخرائط الملاحية الإلكترونية من قبل هيئة وطنية وإستخدام المعيار القياسي إس 57 كما أقرته المنظمة الهيدروغرافية الدولية لإضفاء الصبغة الرسمية عليها ، ويعتبر المعيار المقبول من قبل المنظمة الهيدروغرافية الدولية لتحويل البيانات الرقمية . ولمزيد من التأكيد على ظهور الخرائط الملاحية الإلكترونية قياسية قدر الإمكان ، فإن المنظمة الهيدروغرافية الدولية لديها قانون يفرض إستخدام المعيار القياسي أس 52 الذي يملي كيفية تمثيل البيانات على شاشة العرض.
تعرف المنطقة التي تغطيها الخرائط الملاحية الإلكترونية بالخلية وهي دائماً مستطيلة الشكل . ويعتمد مقياس الرسم ومحتوى الخلية على نوعية الإستخدام المرجو منها ، حيث يمكن تصميمها للوفاء بإحتياجات جميع متطلبات الملاحة البحرية . ويمكن للخلية أن تحوي بيانات متجهـة ذكيـة أو خلفية صورة لبيانات بسيطة غير متجهة ، حيث إن هذه الصورة ليست سوى صورة فاكسملي إلكترونية لخريطة ورقية ينبغي أسنادها جغرافياً كي تسمح لموقع السفينة بالظهور بدقة على شاشة الحاسوب . وتتلخص ميزة مثل هذه البيانات في سهولة إنتاجها وإضهارها بصورة مطابقة للخرائط البحرية الورقية وبالتالي إعتياد الملاح عليها . وكونها بيانات غير ذكية لا يعني إمكانية قيام المستخدم بإستغلالها ومعالجتها ، كما أنها لا تعطي قدر كبير من المعلومات الموجودة في خلية البيانات الإتجاهية الذكية . ولهذا السبب ، فهي غالباً ما تستخدم كإجراء مؤقت من خلال إستخدامها في نظام عرض المعلومات والخرائط الإلكترونية المعتمد إلى حين إنشاء خلية البيانات الإتجاهية الذكية لها.
تسمح البيانات الإتجاهية الذكية للخارطة الملاحية الإلكترونية ، رغم أنها معقدة ومستهلكه للكثير من الوقت في إنتاجها ، للملاح بإختيار وعرض المعلومات ذات الصلة بمهمته الحالية بسهولة ويسر، وهذا ممكناً بسبب الطريقة التي تم على أساسها بناء هذه البيانات وذلك على شكل طبقات متعددة ، حيث أعطيت الأنواع المختلفة من البيانات في كل طبقة علامات تعريفية وتوصيفيه خاصة بها . وبإستخدام مزيج من هذه الطبقات فإنه يتم عرض البيانات الضرورية للمهمة المراد القيام بها في نظام العرض الخاص ، ولهذا النظام ميزة تبسيط عملية العرض وجعلها أكثر وضوحاً وسهولة للمستخدم فالنظام بدوره يسمح بوضـع إضاءات مختلفة ومتعددة متزامنة ومتناغمة مع الوقت الأصلي للملاحة لإعطاء أقصى درجة من الوضوح والرؤية كحمرة الأفق عند غروب الشمس وعند الغسق وكذلك عند الفجر أو وضح النهار كوسيلة مساعدة أخرى للملاح تعطيه الأريحية عند قيادته السفينة ووفق الأوقات المختلفة للإبحار مما يساهم في إضفاء مزيد من السلامة.
وكونها نظام رقمي ، فإن الخارطة الملاحية الإلكترونية سهلة وسريعة التحديث ، مما يضمن حصول المستخدم على أحدث المعلومات الملاحية وكذلك توفير الجهد والوقت عليه في تصحيح الخرائط البحرية الورقية يدوياً ، وبالتالي فإن عملية التحديث تكون أسرع وأسهل . يتم تزويد معلومات التحديث من قبل صنّاع الخارطة الملاحية الإلكترونية حيث يمكن إرسالها بواسطة الأقمار الصناعية والبريد الإلكتروني أو الأقراص المضغوطة . ورغم ذلك كله فإنه مازال إجبارياً في هذا الوقت على السفن أن تحمل مجموعة متكاملة وحديثة من الخرائط البحرية الورقية كإسناد للخرائط الملاحية الإلكترونية المستخدمة في نظام عرض المعلومات والخرائط الإلكترونية ، علماً أن هذا المتطلب سوف يختفي في الوقت المناسب عندما تتوفر وسائل دعم أخرى وكذلك إثبات نظام العرض أهليتة وإعتماديته في هذا المجال.
توفر الخرائط الملاحية الإلكترونية
خلال السنوات الخمس الأخيرة لم تكن الخرائط الملاحية الإلكترونية متوفرة بالقدر الكافي إلا عن طريق مؤسسات عريقة تعنى بإنتاج هذا النوع من الخرائط ولازالت ولوقت قريب عدد المؤسسات التي تنتج هذه الخرائط تعد على أصابع اليد ولحسن الطالع بدأ هذا الوضع في التغير ، فقد بدأ يتزايد بشكل سريع عدد المؤسسات التي تنتج وتوفر هذه الخرائط في الوقت الذي يتزايد فيه الطلب يومياً على هذا النوع من الخرائط خصوصاً من شركات النقل البحري وهيئات الموانئ لأن مثل هذه الهيئات يقدر الوقت لديها بالمال فهي تسعى جاهدة لضمان الأداء الملاحي المتميز والذي من شأنه أن يوفر لها الكثير من الوقت والمال ويدر عليها المزيد من الأرباح وهو الأمر الذي لا يتحقق إلا بإستخدام خرائط ملاحية إلكترونية ذات جودة وإعتمادية عالية.
يتم بيع وتوزيع الخرائط الملاحية الإلكترونية عن طريق مراكز إقليمية ولكل دولة مطلق الحرية في التعاقد مع أي مركز أقليمي لتوزيع منتجاتها من الخرائط الملاحية الإلكترونية ، وعادة ما تقوم المكاتب الهيدروغرافية الوطنية بالتعاقد من خلال الإنضمام إلى أقرب مركز أقليمي لهم أو التحويل إلى مراكز أخرى قريبة تقدم خدمات في نفس المجال في حالة إفتتاحها في نفس المنطقة.
إنتاج الخرائط الملاحية الإلكترونية
تعد عملية إنتاج الخرائط الملاحية الإلكترونية مهمة بالغة التعقيد ، فالشخص الذي يقوم بتجميع تفاصيل هذه الخرائط يجب أن يكون مدرباً تدريباً عالياً على رسم وإنتاج الخرائط ويملك خبرة تمتد لعدة سنوات في هذا المجال ، وفوق هذا وذاك يجب أن يكون قد تلقى تدريباً متخصصاً في تجميع هذا النوع من الخرائط. يمكن إنتاج الخرائط الملاحية الإلكترونية بطريقة واحدة من الطرق الثلاث ، حيث بالإمكان إنتاجها بواسطة رقمنة الخارطة الورقية. وإذا كانت الخارطة الورقية قد أنتجت أصلاً بصيغة رقمية ، يمكن عندها تحويلها إلى المعيار القياسي اس 57 وذلك بإستخدام برامج حاسوبية أعدت خصيصاً لهذا الغرض. أخيراً يمكن تجميع تفاصيل هذه الخرائط مباشرة من البيانات الأصلية لمسوحات الأعماق كما يمكن إستخدام توليفة من هذه الطرق لإنتاج هذا النوع من الخرائط. ومن أجل إنجاز هذه المهمة المعقدة قامت عدة شركات بإنتاج بعض البرامج الحاسوبية التي تقوم ذاتياً بقدر كبير من هذه المهمه، وتضم هذه البرامج عدة وحدات كل منها مصممة لإنجاز جزء محدد من المهمة ، وجميع هذه البرامج بها وحدة لتحري الأخطاء ولكنها فقط تساعد جامع تفاصيل هذه الخرائط على التحقق من الخارطة المنتجة ومع ذلك لا يمكن الإستغناء في هذا الجانب عن الخبرة والطريقة الدقيقة للعمل والنظرة الفاحصة المتمعنة في المهمة المنفذة.
الخلاصة
بإعتبارها عضواً في المنظمة البحرية الدولية فإن السلطنة مسؤولة عن ضمان الملاحة الآمنة في بحرها الإقليمي لحماية الأرواح في البحار ، والمكتب الهيدروغرافي الوطني في السلطنة هو الجهة الرسمية المناط إليها الوفاء بإلتزامها في هذا المجال بقدر الأمكان. تعد منتجات الخرائط الورقية والخرائط الملاحية الإلكترونية بجانب الإصدارات الأخرى مثل الإعلانات الملاحية جزءاً من الجهد الذي يبذله هذا المكتب للقيام بالدور الموكل إليه. وحتى هذه اللحظة قام المكتب بإنتاج النسخة التجريبية الأولى لخارطة ملاحية إلكترونية لميناء رئيسي. إن هذه الخطوة هي مجرد بداية متواضعة فقط ، فالمكتب يعكف حالياً على استكشاف عدة طرق ليبدأ بها إنتاج الخرائط الملاحية الإلكترونية المطلوبة بشكل عاجل جداً وفي أسرع وقت ممكن. يمكن إيجاز مزايا وفوائد الخرائط الملاحية الإلكترونية على النحو التالي:
أ. تقليص أعباء العمل
ب. توفير المعلومات في اللحظية (الصورة الحية
بمناسبة اليوم الهيدروغرافي العالمي الذي يصادف تاريخ 21 يونيو من كل عام وتماشياً مع مسيرة المنظمة الهيدروغرافية الدولية لتأمين سلامة الملاحة الدولية يحتفل المكتب الهيدروغرافي الوطني التابع للبحرية السلطانية العمانية وللعام الثاني على التوالي بهذه المناسبة والتي تعد فرصة طيبة للتعريف ببعض نشاطات هذا المجال حيث رفع هذا العام المنظمة شعار التعريف بالخرائط الملاحية الإلكترونية بهدف نشر الوعي على كافة المستويات.
الخرائط الطبوغرافية الورقية مألوفة لجميع الناس تقريباً سواء من خلال دراستهم للجغرافيا أو عند تخطيطهم للقيام برحلات برية، ولكن قلة قليلة هم الذين رأوا الخارطة البحرية ناهيك عن الإلمام بكيفية استخدامها. ومما لاشك فيه أن الخارطة الطبوغرافية والخارطة البحرية التي تعرّف بإنها الخارطة التي توضح بصفة عامة طبيعة القاع وشكل الساحل وتحتوي على أعماق بحرية وكذلك المساعدات الملاحية ، تشتركان في العديد من الخصائص، وبصفة خاصة عملية تجميع بياناتهما وتفاصيلهما تتم بنفس الطريقة تماماً، إلاّ أن كل منها تنفرد بطريقة إنتاج مختلفة عن الأخرى.
هناك بعض الفوارق المهمة بينهما أهم هذه الفوارق على الإطلاق أن الخارطة البحرية تعتبر وثيقة قانونية لذا يمكن استخدامها كدليل في المحاكم في حالة حدوث أي حادث بحري يؤدي إلى خسائر مالية أو في أسوأ الحالات إلى خسائر في الأرواح، وهذا ما لا ينطبق على الخارطة الطبوغرافية. فمستخدم الخارطة الطبوغرافية الذي يتعرض لحادث ما في الطريق نتيجة لخطأ بها، ليس له الحق في مقاضاة الجهة المنتجة لها. أما ملاك السفن ومستخدمي الخرائط البحرية من ناحية أخرى فيمكنهم مقاضاة منتج الخارطة البحرية إذا كان الحادث بسبب خطأ في الخارطة البحرية.
وهذا الفرق الأساسي دفع إلى وجود خصائص أخرى تميز الخارطة البحرية عن الخارطة الطبوغرافية، فالخارطة البحرية يجب أن تكون دقيقة ومحتوية على أحدث المعلومات. وعلى النقيض من الخارطة الطبوغرافية فإن مسؤولية تحديث الخارطة البحرية تقع على عاتق مستخدم الخارطة وهو ما يتم عادة الإشارة إليه ضمن المعلومات الهامشية الموفرة على كل خارطة بحرية، ويقوم المستخدم بعملية التحديث باستخدام المعلومات التي يتلقاها من المنتج كإشعار ضمن الإعلانات الملاحية. وعندما تجرى العديد من التغييرات على خارطة بحرية ما خلال فترة زمنية يقوم المنتج عادة بإصدار طبعة جديدة من تلك الخارطة متضمنة جميع البيانات الجديدة، وهذا يعني أن الطبعات الجديدة بالنسبة للخرائط البحرية تصدر بمعدل أسرع بكثير مما هو الحال بالنسبة للخارطة الطبوغرافية. يمكن تخزين الخرائط الطبوغرافية وصرفها بعد فترة طويلة من طبعها ولكن في حالة الخرائط البحرية فيتم طباعتها بكميات قليلة ( الطباعة عند الطلب ) وهذا يسهل عملية تحديثها إذا اقتضت الحاجة لذلك وبالتالي إعادة طبعها لضمان حصول الملاح على معلومات حديثة.
أخيراً ، بسبب قيام المستخدم برسم وتعديل خُططه للإبحار وكذلك بتصحيح وتحديث الخارطة البحرية يدوياً فإنها تخضع للكتابة والكشط والشطب باستمرار ، مما يعرضها للبلى والتمزق لكثرة الاستعمال لذلك فإن الورق المستخدم لطبع الخرائط البحرية عادة ما يكون أعلى جودة وأكثر تحملاً من ورق الخرائط الأخرى.
مستخدم الخارطة الطبوغرافية بإستطاعته ربط ما يراه على الخارطة بالطبيعة لذلك له القدرة على كشف المعلومات الغير مرسومة وكذلك الغير صحيحة وهذا بعكس الخارطة البحرية فلكون المياه تغطي الجزء الأكبر من معالم القاع الغير مرئية للملاح فيجب عليه الوثوق تماماً بدقة المعلومات الموفرة في هذه الخارطة. الملاح المستخدم للخارطة البحرية يعتبر متخصصاً ومحترفاً بعكس مستخدم الخارطة الطبوغرافية ولهذه الأسباب فالملاح يدرك جميع الرموز والمصطلحات المستخدمة في الخارطة البحرية كذلك لا تحتاج الخارطة البحرية تفسيراً لمصطلحاتها وكذلك لا تحمل مفتاح رسم للرموز المستخدمة فيها وهذا بعكس الخارطة الطبوغرافية.
إن سلامة الملاحة البحرية هي دائما ماتشغل بال الملاحين في العصر الحالي وكذلك كانت في العصور القديمة، وبطبيعة الحال أصبحت حاليا أمراًً ملزماً تتم مراقبته من قبل المنظمات الدولية العاملة في هذا المجال. تزخر سلطنة عمان بتاريخ عريق في الملاحة البحرية وهي كذلك تتمتع بخط ساحلي طويل يدعوها إلى التركيز في كل ما يتعلق بالحفاظ على أمن وسلامة الملاحة في مناطقها البحرية الحيوية. ويعتبر المكتب الهيدروغرافي الوطني التابع للبحرية السلطانية العمانية الجهة الوحيدة المسؤولة عن إنتاج الخرائط البحرية والمنشورات المصاحبة لها وكذلك النشرة الموجهة للملاحين (الإعلانات الملاحية .
نبـذة تاريخيـة
من المسلم به أن البحارة وخاصة العرب منهم عرفوا كيف يرتادون البحار بإستخدام النجوم على مدى قرون عدة، وبرغم هذه المعرفة المتقدمة بالنجوم والمسارات المتبعة في الملاحة الشراعية فما زالت هناك حالات كثيرة سجلت لغرق وإرتطام بعض السفن بالصخور ولحتمية وقوع مثل هذه الحوادث فأنها دائماً ما تؤدي إلى خسائر في السفن (وحمولتها) ومن هذا المنطلق فالمعرفة الملاحية الواسعة والمتعمقة معقدة لدرجة إستدعت الحاجة وفي كثير من الأحيان إلى تدوينها حتى يمكن إستخدامها بواسطة الملاحين الآخرين، ومما لا شك فيه أن ذلك كان يعني وجود شكل من أشكال الرسم البياني الذي يمكن إعتباره الشكل القديم للخارطة البحرية.
هنالك إحتمال كبير بأن أول خارطة بحرية ليست إلا مخطط تقريبي مرسوم على الرمال بواسطة عصا، وربما حدث ذلك عندما كان أحد الملاحين يقوم بتوضيح مسار سفينة لقبطان آخر قبل الإبحار. ومن هذه البداية المتواضعة إستمرت عملية تطوير الخارطة البحرية جنباً إلى جنب مع تطور العلوم الأخرى، وعلى سبيل المثال فإن إختراع أول نوع من الورق كان بمثابة خطوة جبارة نحو تطور جميع الخرائط ومنها البحرية.
الإنتـاج الحديـث
توالت الإختراعات اللاحقة وبالتأثير على صناعة الخرائط البحرية ولكن ربما كان الإختراع الأكبر بعد الورق هو المطبعة والتي أحدثت نقلة نوعية في الإنتاج السريع للخرائط على شكل نسخ تتطابق جميعها في كل شيء بعد أن كانت الخرائط ترسم يدوياً، وبهذه الطريقة أصبح ممكناً توزيع هذه الخرائط إلى عالم الملاحة على نطاق واسع.
يمكن مشاهدة الخرائط الأصلية المرسومة يدوياً في العديد من المتاحف حول العالم والتي تعتبر في عداد الأعمال الفنية الرائعة. وأنشأت أقدم خارطة بحرية معروفة في حوالي القرن الثالث عشر الميلادي وهو ما يعني بأن لرسم الخرائط البحرية رحلة طويلة مع التطور. وفي الماضي القريب كانت تجمع تفاصيل الخرائط البحرية بإستخدام مجموعة من الطرق الكيميائية والبصرية وكذلك المعدات الميكانيكية وكانت هذه العملية ينتج عنها خرائط عالية المستوى ولكنها كانت تستغرق وقتاً طويلاً في الإنتاج بجانب تعرضها لبعض الأخطاء.
أما في الوقت الحاضر فتتم عملية تجميع الخرائط بواسطة الحاسب الآلي الذي يلعب دور الأداة الرئيسية التي كان يلعبها رسام الخرائط فيما مضى، وبفضل التطور في تقنية الرسم فإن الخارطة البحرية المرسومة تكون بنفس مستوى النسخة المطبوعة ، وتستطيع المكاتب الهيدروغرافية الآن طباعة الخرائط البحرية ذاتياً بواسطة ماكينات طباعة كبيرة الحجم وبهذه الطريقة الذاتية لا يضطر المنتج إلى الاستعانة بمطابع خارجية وبالتالي يحكم سيطرته على مجمل العملية الإنتاجية وفي ذلك ميزة مزدوجة تتمثل في تقليل التلف وفي نفس الوقت إنتاج منتج مصمم لتلبية الاحتياجات الدقيقة للمستخدم النهائي للخارطة.
المستقبـل
على غرار الثورة التقنية التي أحدثت تحولاً مشهوداً من الطريقة التقليدية لإنتاج الخرائط البحرية للطريقة الحديثة في الإنتاج شهد العالم تطوراً مماثلاً في وسائل الملاحة الإلكترونية التي ظل إستخدامها يتزايد بإستمرار خلال حقبة التسعينات ولكنها الآن تعزز أو تحل سريعاً محل وسائل الملاحة التقليدية وهو ما إستوجب الحاجة إلى أن يقوم رسام الخرائط المعاصر بإعداد الخارطة الملاحية الإلكترونية بدلاً من الخارطة البحرية الورقية.
الخرائط الملاحية الإلكترونية
الملاحة الإلكترونية ماهي؟
مع أن معظم الناس لديهم فكرة مبهمة وبسيطة عن الخارطة الملاحية البحرية التقليدية المطبوعة على الورق ، هناك قلة منهم قد سمعوا (عن خياراتها الإلكترونية). ومع ذلك فإن الأشخاص الذين لديهم أجهزة ملاحية في سياراتهم قد لا يعرفون عن هذه الخرائط ولكنهم يستخدمون مبدأ مماثل لها، وهذا النظام يوفر قاعدة عرض مرئية يقوم بموجبها نظام تحديد المواقع بالمركبة بعرض موقع المركبة والطريق الذي أتبعته والوجهة التي يرغب السائق الذهاب إليها.
كذلك السفن قد يكون لديها نظام ملاحي إلكتروني يستخدم الحاسوب للعرض يطلق عليه عادة "نظام عرض المعلومات والخرائط الإلكترونية ومثل هذا النظام يتطلب مجموعة بيانات بصيغة خاصة مناسبة تمكن البحار من فهمها وإستخدامها في الملاحة. وتتمثل مجموعة هذه البيانات في "الخارطة الملاحية الإلكترونية"
ما ليس صحيحاً
من المهم ملاحظة أن الخارطة الملاحية الإلكترونية هي ليست نظام رقمي معادل للخرائط الورقية ولا يبدو حتى مشابهاً لها. وبالأحرى ، إن الخارطة الملاحية الإلكترونية نظام رقمي متكامل للمعلومات الملاحية والهيدروغرافية والذي يمثل عرضاً بيانياً للمعلومات الهيدروغرافية المبينة حالياً في الخرائط الملاحية التقليدية والمنشورات المساعدة لها بصورة رقمية وهي عبارة عن بيانات قامت بوضعها جهة معترف بها وهي مطابقة للمعايير الدولية وأصدرت للإستخدام على هيئة نظام إلكتروني معتمد لعرض المعلومات والخرائط الإلكترونية.
محتوى الخارطة الملاحية الإلكترونية
بالإضافة إلى كل المعلومات الموضحة على الخارطة البحرية الورقية ، فإن الخارطة الملاحية الإلكترونية قد تحتوي على معلومات إضافية مثل دليل الإبحار . وعلاوة على قدرة نظام عرض المعلومات والخرائط الإلكترونية على إدخال ودمج بيانات أخرى بشكل مباشر من خلال عدة مصادر كنظام تحديد المواقع العالمي وبيانات المد والجزر بالإظافه إلى الرادار ، وبالتالي فإن المعلومات المتوفرة للملاح تكون أكثر بكثير من تلك الموضحة على الخارطة البحرية الورقية ، كما يقوم نظام عرض المعلومات والخرائط الإلكترونية بصفة مستمرة بتسجيل وحفظ المسار المتبع للسفينة وبالتالي توثيق الرحلة ليتم إستعراض وإستخدام هذا المسار في أغراض التخطيط وكذلك تكرار الإبحار إذا أستدعى الأمر في نفس المسارات السابقة وبالتالي تصبح عملية الملاحة البحرية بسيطة وآمنة.
يتيح نظام العرض عند تشغيل خارطة ملاحية إلكترونية فيه ، للملاح أن يشاهد مكان موقع سفينته بالتحديد ، والتي عادة ما توّضح بواسطة شكل بدن السفينة تظهر على الخلفية من مجموعة البيانات الظاهرة ويمكن لهذا النظام أن يعرض كذلك معلومات أخرى ، كمسار السفينة الحقيقي والمسار المخطط إتباعه وقنوات الشحن والمخاطر ومواقع السفن الأخرى حيث أساطيل السفن الأخرى تحمل نظام تعريفي آلي – ، وغيرها ، أضف إلى ذلك أن النظام يكون لديه أجهزة إنذار تعمل على تحذير البحار بواسطة صوت أو إنذار مرئي بوجود مخاطر أو مسارات تؤدي إلى الإصطدام مع سفن أخرى.
وبالرغم أن الجهات الدولية لديها قوانين موضوعة لتوحيد المعايير والمقاييس وكذلك المصطلحات والرموز المستخدمة في الخرائط الملاحية عالمياً ، وهذا يسهل عملية قراءتها وإستخدامها من قبل الجميع وان إختلفت الدول الناشرة لها وهذا الأمر ينطبق كذلك على الخرائط الملاحية الإلكترونية ، إلا أنها يمكن أن تختلف ولكن تظل مؤهلة كمنتج رسمي . يجب أن يتم إصدار جميع الخرائط الملاحية الإلكترونية من قبل هيئة وطنية وإستخدام المعيار القياسي إس 57 كما أقرته المنظمة الهيدروغرافية الدولية لإضفاء الصبغة الرسمية عليها ، ويعتبر المعيار المقبول من قبل المنظمة الهيدروغرافية الدولية لتحويل البيانات الرقمية . ولمزيد من التأكيد على ظهور الخرائط الملاحية الإلكترونية قياسية قدر الإمكان ، فإن المنظمة الهيدروغرافية الدولية لديها قانون يفرض إستخدام المعيار القياسي أس 52 الذي يملي كيفية تمثيل البيانات على شاشة العرض.
تعرف المنطقة التي تغطيها الخرائط الملاحية الإلكترونية بالخلية وهي دائماً مستطيلة الشكل . ويعتمد مقياس الرسم ومحتوى الخلية على نوعية الإستخدام المرجو منها ، حيث يمكن تصميمها للوفاء بإحتياجات جميع متطلبات الملاحة البحرية . ويمكن للخلية أن تحوي بيانات متجهـة ذكيـة أو خلفية صورة لبيانات بسيطة غير متجهة ، حيث إن هذه الصورة ليست سوى صورة فاكسملي إلكترونية لخريطة ورقية ينبغي أسنادها جغرافياً كي تسمح لموقع السفينة بالظهور بدقة على شاشة الحاسوب . وتتلخص ميزة مثل هذه البيانات في سهولة إنتاجها وإضهارها بصورة مطابقة للخرائط البحرية الورقية وبالتالي إعتياد الملاح عليها . وكونها بيانات غير ذكية لا يعني إمكانية قيام المستخدم بإستغلالها ومعالجتها ، كما أنها لا تعطي قدر كبير من المعلومات الموجودة في خلية البيانات الإتجاهية الذكية . ولهذا السبب ، فهي غالباً ما تستخدم كإجراء مؤقت من خلال إستخدامها في نظام عرض المعلومات والخرائط الإلكترونية المعتمد إلى حين إنشاء خلية البيانات الإتجاهية الذكية لها.
تسمح البيانات الإتجاهية الذكية للخارطة الملاحية الإلكترونية ، رغم أنها معقدة ومستهلكه للكثير من الوقت في إنتاجها ، للملاح بإختيار وعرض المعلومات ذات الصلة بمهمته الحالية بسهولة ويسر، وهذا ممكناً بسبب الطريقة التي تم على أساسها بناء هذه البيانات وذلك على شكل طبقات متعددة ، حيث أعطيت الأنواع المختلفة من البيانات في كل طبقة علامات تعريفية وتوصيفيه خاصة بها . وبإستخدام مزيج من هذه الطبقات فإنه يتم عرض البيانات الضرورية للمهمة المراد القيام بها في نظام العرض الخاص ، ولهذا النظام ميزة تبسيط عملية العرض وجعلها أكثر وضوحاً وسهولة للمستخدم فالنظام بدوره يسمح بوضـع إضاءات مختلفة ومتعددة متزامنة ومتناغمة مع الوقت الأصلي للملاحة لإعطاء أقصى درجة من الوضوح والرؤية كحمرة الأفق عند غروب الشمس وعند الغسق وكذلك عند الفجر أو وضح النهار كوسيلة مساعدة أخرى للملاح تعطيه الأريحية عند قيادته السفينة ووفق الأوقات المختلفة للإبحار مما يساهم في إضفاء مزيد من السلامة.
وكونها نظام رقمي ، فإن الخارطة الملاحية الإلكترونية سهلة وسريعة التحديث ، مما يضمن حصول المستخدم على أحدث المعلومات الملاحية وكذلك توفير الجهد والوقت عليه في تصحيح الخرائط البحرية الورقية يدوياً ، وبالتالي فإن عملية التحديث تكون أسرع وأسهل . يتم تزويد معلومات التحديث من قبل صنّاع الخارطة الملاحية الإلكترونية حيث يمكن إرسالها بواسطة الأقمار الصناعية والبريد الإلكتروني أو الأقراص المضغوطة . ورغم ذلك كله فإنه مازال إجبارياً في هذا الوقت على السفن أن تحمل مجموعة متكاملة وحديثة من الخرائط البحرية الورقية كإسناد للخرائط الملاحية الإلكترونية المستخدمة في نظام عرض المعلومات والخرائط الإلكترونية ، علماً أن هذا المتطلب سوف يختفي في الوقت المناسب عندما تتوفر وسائل دعم أخرى وكذلك إثبات نظام العرض أهليتة وإعتماديته في هذا المجال.
توفر الخرائط الملاحية الإلكترونية
خلال السنوات الخمس الأخيرة لم تكن الخرائط الملاحية الإلكترونية متوفرة بالقدر الكافي إلا عن طريق مؤسسات عريقة تعنى بإنتاج هذا النوع من الخرائط ولازالت ولوقت قريب عدد المؤسسات التي تنتج هذه الخرائط تعد على أصابع اليد ولحسن الطالع بدأ هذا الوضع في التغير ، فقد بدأ يتزايد بشكل سريع عدد المؤسسات التي تنتج وتوفر هذه الخرائط في الوقت الذي يتزايد فيه الطلب يومياً على هذا النوع من الخرائط خصوصاً من شركات النقل البحري وهيئات الموانئ لأن مثل هذه الهيئات يقدر الوقت لديها بالمال فهي تسعى جاهدة لضمان الأداء الملاحي المتميز والذي من شأنه أن يوفر لها الكثير من الوقت والمال ويدر عليها المزيد من الأرباح وهو الأمر الذي لا يتحقق إلا بإستخدام خرائط ملاحية إلكترونية ذات جودة وإعتمادية عالية.
يتم بيع وتوزيع الخرائط الملاحية الإلكترونية عن طريق مراكز إقليمية ولكل دولة مطلق الحرية في التعاقد مع أي مركز أقليمي لتوزيع منتجاتها من الخرائط الملاحية الإلكترونية ، وعادة ما تقوم المكاتب الهيدروغرافية الوطنية بالتعاقد من خلال الإنضمام إلى أقرب مركز أقليمي لهم أو التحويل إلى مراكز أخرى قريبة تقدم خدمات في نفس المجال في حالة إفتتاحها في نفس المنطقة.
إنتاج الخرائط الملاحية الإلكترونية
تعد عملية إنتاج الخرائط الملاحية الإلكترونية مهمة بالغة التعقيد ، فالشخص الذي يقوم بتجميع تفاصيل هذه الخرائط يجب أن يكون مدرباً تدريباً عالياً على رسم وإنتاج الخرائط ويملك خبرة تمتد لعدة سنوات في هذا المجال ، وفوق هذا وذاك يجب أن يكون قد تلقى تدريباً متخصصاً في تجميع هذا النوع من الخرائط. يمكن إنتاج الخرائط الملاحية الإلكترونية بطريقة واحدة من الطرق الثلاث ، حيث بالإمكان إنتاجها بواسطة رقمنة الخارطة الورقية. وإذا كانت الخارطة الورقية قد أنتجت أصلاً بصيغة رقمية ، يمكن عندها تحويلها إلى المعيار القياسي اس 57 وذلك بإستخدام برامج حاسوبية أعدت خصيصاً لهذا الغرض. أخيراً يمكن تجميع تفاصيل هذه الخرائط مباشرة من البيانات الأصلية لمسوحات الأعماق كما يمكن إستخدام توليفة من هذه الطرق لإنتاج هذا النوع من الخرائط. ومن أجل إنجاز هذه المهمة المعقدة قامت عدة شركات بإنتاج بعض البرامج الحاسوبية التي تقوم ذاتياً بقدر كبير من هذه المهمه، وتضم هذه البرامج عدة وحدات كل منها مصممة لإنجاز جزء محدد من المهمة ، وجميع هذه البرامج بها وحدة لتحري الأخطاء ولكنها فقط تساعد جامع تفاصيل هذه الخرائط على التحقق من الخارطة المنتجة ومع ذلك لا يمكن الإستغناء في هذا الجانب عن الخبرة والطريقة الدقيقة للعمل والنظرة الفاحصة المتمعنة في المهمة المنفذة.
الخلاصة
بإعتبارها عضواً في المنظمة البحرية الدولية فإن السلطنة مسؤولة عن ضمان الملاحة الآمنة في بحرها الإقليمي لحماية الأرواح في البحار ، والمكتب الهيدروغرافي الوطني في السلطنة هو الجهة الرسمية المناط إليها الوفاء بإلتزامها في هذا المجال بقدر الأمكان. تعد منتجات الخرائط الورقية والخرائط الملاحية الإلكترونية بجانب الإصدارات الأخرى مثل الإعلانات الملاحية جزءاً من الجهد الذي يبذله هذا المكتب للقيام بالدور الموكل إليه. وحتى هذه اللحظة قام المكتب بإنتاج النسخة التجريبية الأولى لخارطة ملاحية إلكترونية لميناء رئيسي. إن هذه الخطوة هي مجرد بداية متواضعة فقط ، فالمكتب يعكف حالياً على استكشاف عدة طرق ليبدأ بها إنتاج الخرائط الملاحية الإلكترونية المطلوبة بشكل عاجل جداً وفي أسرع وقت ممكن. يمكن إيجاز مزايا وفوائد الخرائط الملاحية الإلكترونية على النحو التالي:
أ. تقليص أعباء العمل
ب. توفير المعلومات في اللحظية (الصورة الحية
ج. التحكم عن طريق محطة واحدة
د. التمازج مع الرادار ونظام التمييز الآلي
هـ. المراقبة الآلية للمسارات الملاحية
و. نظام الإنذار بالخطر
ز. التحديث السهل
تساعد هذه المزايا على إنقاذ الأرواح وتوفر الوقت والمال وحماية البيئة وبالتالي فإن المكتب الهيدروغرافي الوطني يولي إهتماماً متزايداً بتوفير هذه الخرائط بصورة عاجلة حتى يمكن الإستفادة منها في تأمين الملاحة. تجدر الإشارة إلى أن الخرائط الملاحية الإلكترونية المقترنة بنظام عرض ومعلومات الخارطة هي الجيل القادم من هذه الخرائط الملاحية والسلطنة أسوة بالمؤسسات والهيئات الأخرى المهتمة بتوفير هذا النوع من الخرائط.
د. التمازج مع الرادار ونظام التمييز الآلي
هـ. المراقبة الآلية للمسارات الملاحية
و. نظام الإنذار بالخطر
ز. التحديث السهل
تساعد هذه المزايا على إنقاذ الأرواح وتوفر الوقت والمال وحماية البيئة وبالتالي فإن المكتب الهيدروغرافي الوطني يولي إهتماماً متزايداً بتوفير هذه الخرائط بصورة عاجلة حتى يمكن الإستفادة منها في تأمين الملاحة. تجدر الإشارة إلى أن الخرائط الملاحية الإلكترونية المقترنة بنظام عرض ومعلومات الخارطة هي الجيل القادم من هذه الخرائط الملاحية والسلطنة أسوة بالمؤسسات والهيئات الأخرى المهتمة بتوفير هذا النوع من الخرائط.
للمزيد من المعلومات الرجاء الإتصال على المكتب الهيدروغرافي الوطني
هاتف
+96824312281
nhooman@omantel.net.om
No comments:
Post a Comment