شنّ خبير فلكي سعودي هجوماً حاداً على منتقدي علم الفلك في المملكة واصفا إياهم بالجهلة، وقال أنه يوجد إلى الآن من يرفض الاقتناع بدوران الأرض في السعودية. وقال الخبير الفلكي صالح الصالح في حديث لصحيفة الحياة السعودية أن معظم من يتولون مهمة تأكيد رؤية الهلال بالنسبة لشهر رمضان هم مجموعة من العصابات.وأوضح أن مواعيد دخول شهر رمضان في السعودية التي تعتمد على الأشخاص غير صحيحة، وهم يسيرون على نهج خالف تعرف، وراقبتهم أكثر من مرة في الحقيقة، وأستطيع القول أن عملهم أشبـــه بالعصـــابات المنـــظمة.
وأضاف أن مجمـــوعة من المتعـــاونين في شمال منطـــقة الرياض دأبت منذ العام 1980 على رؤيـــة الهلال وإثـــباته على رغم أنـــه لم يهل، وكـــل الحســــابات الفلكـــية تـــكذب ذلك، فهل يعقل أن مجموعة لا تتعدى 5 أشخاص في منطقة محدودة تستطيع رؤية الهلال بينما يعجز عن ذلك جميع المواطنين فضلاً عن التلسكوبات.
وقال أنه لو اعتمدنا على المنطق، لوجدنا أنه من الغريب عدم الاعتماد على الفلك بكل إمكاناته في تأكيد رؤية الهلال، والاعتماد على العين المجردة التي قد يعوقها السحاب أو رداءة أحوال الطقس وتصعب بذلك رؤيته، وفي حالات عدة يستحيل رؤية الهلال حتى بأحدث الأجهزة، إلا أن الجماعات التي تولت منذ أكثر من 25 عاماً تأكيد رؤية الهلال في السعودية، يؤكدون ثبوت رؤيته بالعين المجردة، ويتم تصديقهم.
وأشار الصالح إلى أن عدم فهم بعض المسؤولين للأمر وللحساب الفلكي، يجعلهم يتمسكون بهؤلاء المدعين، وحاولنا مراراً إثبات كذبهم، وهنا أذكر بحادثة العام 1998، حين شاركت مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في مراقبة هلال شهر رمضان، وشرعنا بأجهزة متطورة توجه إلى القمر مباشرة عن طريق الماجلان، وشاهدنا غروب الهلال قبل مغيب الشمس، وهو ما يعني استحالة رؤيته ذاك اليوم، إلا أننا توصلنا بخبر تأكيد تلك الجماعات رؤية الهلال، وتحدينا بعض المسؤولين من أن يتمكن أحد من رؤية هلال رمضان في اليوم التالي أيضاً، وبعد صومنا ذاك اليوم حاولنا بكل الأجهزة التي بحوزتنا وبعيوننا المجردة رؤية الهلال، ولم يكن ذلك ممكناً، إلا أنه مع ذلك لم يتم وقف هؤلاء عن ممارسة افتراءاتهم.
وأضاف الصالح "أستطيع الجزم أن نسبة خطأ ما يدعونه من رؤية الهلال في جميع المناسبات تتراوح بين 80 و90 في المائة، وفي العام الماضي حرصت على مرافقة هؤلاء المدعين خلال مراقبتهم للهلال، وأبدوا انزعاجاً كبيراً لحضوري، وتملصوا من رؤية الهلال بأنفسهم، إلا أنه مع ذلك أكدوا رؤية زملاء لهم في مكان آخر للهلال".
وأضاف الصالح الذي يحمل شهادة الماجستير من الولايات المتحدة في علم الجيولوجيا منذ 30 عاما أن الكثيرين في السعودية وللأسف يجهلون أهمية علم الفلك في حياتنا، وعلى رغم وجود سعوديين يعدون من خيرة خبراء الفلك، إلا أنهم قلة، ولا يمكننا القول إن السعودية فيها عدد كافٍ من خبراء أو علماء الأرصاد.
وقال الصالح أن المسؤولين في الجامعات لم يدركوا أهمية علم الفلك عندما أغلقوا أقسامه في الجامعات السعودية، وأنه من أهم العلوم، فمعظم الاكتشافات المهمة تمت بفضل من الله ثم بفضل علم الفلك، وآمل أن تتم إعادة تنشيطه في عهد المسؤولين الجدد.
وأضاف أن علم الفلك وإن خفت محاربته في السعودية فهو لا يزال علماً محارباً ، إذ كما هو معروف فإن الإنسان عدو ما يجهل، ومن يحارب علم التنجيم هم من فئة الجهلة، ولدينا في السعودية أناس لا يؤمنون بعلم الفلك كما لا يؤمنون بأن الأرض تدور.وبين الصالح أنه يوجد فرق شاسع بين علم الفلك وعلم التنجيم، والأخير لا يمت للأول بأي صلة، وشخصياً؛ أعتبر علم التنجيم درباً من دروب الدجل والشعوذة، أما علم الفلك فهناك آيات قرآنية وأحاديث نبوية تؤكد أهميته، لكن بعضهم يلقي بتبعات علم التنجيم على علم الفلك.
منشور في
No comments:
Post a Comment