زاهر بن حارث المحروقي
كاتب عماني
" 1 "
مع وجود الانترنت والفضائيات الآن طرح نقاش كبير حول صمود الكتاب والصحف الورقية أمام الفضائيات وأمام الثورة الكبيرة في مجال توصيل المعلومات عبر شبكة الأنترنيت التي ورثت دور الإذاعات والتلفزيونات والمكتبات والصحف ، وتجاوز الأمر بأن الإنترنيت ألغى دور التواصل بين الناس مباشرة وأصبح التواصل والتعارف وتبادل المعلومات يتم عبر هذه الشبكة مما اعتبر إنجازا وتغيرا في المجتمعات البشرية ، وأصبح البحث عن أي شيء متاحا عبر هذه الشبكة حتى من غرفة النوم وأصبح متاحا للإنسان أن يبحر في أمهات الكتب دون عناء الإنتقال من الغرفة نفسها وهذا صعب من مهمة أجهزة الرقابة على الكتب والمصنفات ، إذ أن الناس يسرعون في إقناء كل ما هو ممنوع من الكتب عبر الرقابة عن طريق الإنترنيت ، إذن والحال كهذه فما هو المطلوب ؟
أمام هذه الثورة مطلوب من أجهزة الرقابة أن تفسح المجال لعرض كل الكتب وإعطاء مساحة من الحرية لعرض كل شيء طالما أنه لا ينال الذات الإلهية أويطعن في النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وبقية إخوانه من الأنبياء والرسل ، أما غير ذلك من الكتب السياسية أو الأدبية وغيرها يجب أن يتم التعامل معها بأريحية لأن منع أي كتاب من شأنه أن يعطيه شهرة كبيرة ويمكن أن يطلع عليه الملايين عبر شبكة الأنترنيت كما حصل مع الكثير من الكتب رغم أنها لم تكن تحمل تلك القيمة إن وسائل النشر الآن أصبحت كثيرة بوجود الأنترنيت كما أن أي كتاب يتعرض للمنع أو للمصادرة من دولة عربية ما، كثيراً ما ينشر في دولة عربية أخرى حسب رأي الرقابة في تلك الدولة ما دام لا يتناول نظامها السياسي وهذا أيضا مبرر آخر لإعطاء الفرصة للناس بأن يطلعوا على كل شيء دون وجود تلك الرقابة الصارمة ، بمعنى أنه على الحكومات العربية الآن أن تساير المتغيرات في العالم
" 2 "
في سؤال طرحه موقع تقرير واشنطن يقول هل يصمد الكتاب المطبوع أمام الغزو الالكتروني؟! تقول التفاصيل إن المجتمع الأمريكي يتميز بغزارة إنتاجه العلمي والثقافي، فالولايات المتحدة الأمريكية تُعد من أكثر البلدان نشرًا للكتب في كافة المجالات، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأدبية، والذي يُعد أحد مصادر قوتها عالميًّا ولكن هذا الإنتاج المتزايد يُواجه من حين إلى آخر تناقصًا في إقبال الأمريكيين على قراءة الكتب ومناقشتها في ظل تزايد وسائل التكنولوجيا الحديثة وسبل التواصل الاجتماعي التي حلت محل كثير من الأشكال التقليدية، وتوجه الأمريكيين إلى قضاء أوقات فراغهم أمام شاشات الحواسب الآلية والإنترنت بدلاً من قراءة الكتب وهو ما دفع دور نشر الكتب الكبرى إلى البحث عن كيفية الاستفادة من وسائل التكنولوجيا الحديثة في زيادة مبيعاتها وإعادة روح الحماسة إلى المواطن الأمريكي للقراءة ومناقشة ما يقرأ ويقول التقرير إن الإقبال الأمريكي على القراءة من أجل المتعة تراجع في وقت توافرت فيه وسائل الترفيه البديلة بداية من التليفزيون إلى الإنترنت التي أصبحت الملجأ الأول لقضاء أوقات الفراغ ، ولُوحظ هذا التحول بين فئة الشباب فأظهرت عديد من البيانات والإحصائيات لدراسة أصدرتها المؤسسة القومية للفنون أن نصف الأمريكيين في الفئة العمرية من 18 إلى 24 لا يقرأون الكتب من أجل المتعة والترفيه، وقد أظهرت دراسات أخرى مماثلة انخفاض نسبة اقتناء الأمريكيين في الفئة العمرية من 18 إلى 44 عامًا للكتب إلى 7 في المائة ، في وقت ارتفعت فيه نسب مبيعات الحواسب الآلية بصورة خيالية كما أظهر استطلاع لوكالة أسوشيتد برس الأمريكية أن واحدًا من كل أربعة أمريكيين لم يقرأ كتبًا خلال السنوات الماضية وأن الأمريكي المهتم بالقراءة يقرأ أربعة كتب سنويًّا وأن المرأة وكبار السن هم أكثر الفئات قراءة داخل الولايات المتحدة ، كما أظهرت عديدٌ من الإحصائيات الأخرى انخفاض القراءة الأدبية داخل الولايات المتحدة فأظهر إحصاء انخفاض قراءة الأدب إلى 10.2% ، والذي يعني انصراف ما يقرب من 20 مليون شخص عن القراءة ، وهذا التراجع جليٌّ بين الشباب حيث كان 60% من الشباب أكثر اهتمامًا بالقراءة الأدبية في حين انخفضت تلك النسبة إلى 43% . وقد أرجع كثيرون هذا إلى زيادة القراءة من خلال الإنترنت واختيار المواطن الأمريكي وسائل أخرى للترفية، الأفلام والإنترنت ، لتحل محل القراءة كإحدى وسائل قضاء وقت الفراغ إن تلك الإحصائيات في الولايات المتحدة الأمريكية فكيف بأمة ( إقرأ ) التي لا تقرأ الآن ؟
" 3 "
أمام ثورة الإنترنت فقد وضعت الدول قوانين تحمي المجتمع من بعض التجاوزات وبالمقابل هناك أيضا شبكات عربية الآن تطالب بحرية الإنترنيت ومن ذلك ما أعلنه مصطفى البقالي الأمين العام للشبكة العربية لحرية الإنترنت عن البدء فى إشهار المنظمة العربية لدعم حرية الرأي والتعبير على الإنترنت موضحاً أنها منظمة غير حكومية وغير ربحية وتتكون من عدد من نشطاء الإنترنت والمدونين في العالم العربي وقال البقالي إن المنظمة تهدف إلى كفالة الحق في تداول المعلومات وحرية التعبير وتجهيز نشطاء الإنترنت بالأدوات التي تمكنهم من التعبير عن أنفسهم وحمايتهم قانونياً وتكنولوجياً من القيود القانونية والتقنية في البلدان العربية وأوضح البقالي أن الشبكة تتخذ من بيروت مقراً لها ولها عدد من الممثلين في معظم الدول العربية ، وتقوم الشبكة حالياً بتجهيز مقرها في بيروت وموقعها على شبكة الإنترنت.
وعن أنشطة الشبكة العربية لحرية الإنترنت قال إنه سيتم عقد دورات تدريبية سواء في مقر المنظمة في بيروت أو فرعها فى الأردن أو عبر شبكة الإنترنت لنشر القوانين والاتفاقيات المنظمة لحرية الرأي والتعبير وحماية حقوق الملكية الفكرية على الإنترنت ، وكذلك دورات في الإعلام الجديد والوسائط المتعددة من أجل تجهيز جيل جديد من النشطاء في مجال صحافة المواطن، كما تقوم الشبكة بدعم حملات نشر الديمقراطية عبر شبكة الإنترنت والدفاع عن المدونين ضد الممارسات الحكومية لمنعهم من ممارسة حق التعبير، وكذلك تقديم الدعم القانوني للصحفيين العاملين في مجال الصحافة الألكترونية، وتشمل أنشطة الشبكة أيضاً إصدار تقرير سنوي عن انتهاك حرية الرأي والتعبير عبر شبكة الإنترنت ورصد الانتهاكات التي يتعرض لها نشطاء الإنترنت في العالم العربي
" 4 "
إن إنشاء الشبكة العربية لحرية الانترنت وما ستقوم به من نشاط لدعم الحرية ولحماية المدونين يعتبر إنجازا عربيا في مجال الدفاع عن حقوق التعبير لأن من يتابع الأخبار في الوطن العربي يجد الكثير من المساءلات والمضايقات ضد الكتاب والمدونين ، فإذا كانت الحكومات العربية سارعت إلى التضييق على الحرية في الأنترنيت فإن وجود شبكة كهذه هو إيذان بميلاد شبكات أخرى تدافع عن المدونين وهو إيذان بأن هناك من سيتصدى لجور اضطهاد الكتاب.
No comments:
Post a Comment