حمود بن علي الطوقي
صحفي عماني
اعجبت بنظرة مسؤول في احدى المؤسسات الحكومية حيث دار بيننا حديث حول دعم مبادرات الشباب الذين يلتمسون دخول عالم التجارة والاعمال , هذا العالم الصعب المنال والمعقد والمحتكر , مجال التجارة والاستثمار ليس بالمجال الهين والسهل , فالتاجر في هذا الزمان لابد له وان يملك مقومات الادارة الصحيحة , وهناك بعض مبادرات الشباب الطموح قادرة على النجاح بسبب حماسها الشديد وارادتها القوية , الا ان السواد الاعظم من المبادرات الفردية لم يكتب لها النجاح بسبب مزاحمة الشركات الكبيرة لها .
عودة الى صاحبنا المتحمس في دعم المبادرات الفردية فقال لي من خلال امتلاكي القرار فأسعى إلى تقديم دعم الشباب الذين يديرون مؤسساتهم الصغيرة وذلك من خلال اسناد لهم بعض العطاءات البسيطة التي يمكنهم توفيرها بسهولة ويسر , فمثلا والحديث على لسان صاحبنا نحتاج الى شراء اجهزة او ادوات مختلفة نتوجه مباشرة الى المحلات الصغيرة والتي تدار بواسطة الشباب المتحمس , ونشتري منهم وبسعر تنافسي , بل نحصل منهم على خدمات افضل من الشركات الكبيرة .
حقيقة الامر هذه الرؤية الهادفة الى دعم المؤسسات الصغيرة خاصة تلك التي تدار بواسطة شبابنا لابد وان ينظر اليها بنظرة واقعية من قبل المسؤولين الذين لديهم سلطة القرار في مشتريات مؤسساتهم , فيمكن من خلال توجيه جزء بسيط من مشترياتهم من هذه المؤسسة الصغيرة مساعدتها في البقاء لان هذا الدعم يمثل لهذه المؤسسة الصغيرة نقطة التحول ويقود هذا الشاب الطموح صاحب المؤسسة الى وضع خطط وبرامج تهدف الى تطوير مؤسسته في المستقبل .
دعنا نضرب مثالا حول طرق دعم المؤسسة الصغيرة , فلو اعلنت جهة حكومية ما رغبتها في دعم محل صغير يشرف عليه شاب عماني وهذا المحل مثلا يبيع ادوات القرطاسية وهذه الادوات القرطاسية لا غنى عنها لاية مؤسسة , حتما ان هذا الدعم الكبير سوف يوفر سيولة لهذه المؤسسة الصغيرة ويساعد صاحب المؤسسة من تطوير وتوسيع محله ليكون قادرا في المستقبل على تلبية احتياجات هذه الجهة الحكومية والجهات الاخرى , فبهذه الطريقة ساهمت هذه الجهة من دعم هذه المؤسسة الصغيرة واكسابها الثقة لتدخل في معترك المنافسة مع الشركات الكبيرة .
تخيل معي لو ان جزء بسيط من المشتريات الحكومية والمؤسسات الكبيرة تخصص لدعم الانشطة الصغيرة التي يقف وراءها الشباب الطموح , حتما ان المعادلة سوف تتغير ونرى شبابنا وقد تحمس لدخول عالم التجارة والاعمال فبشيئ من التوجيه وبشيئ من الدعم وبوجود رغبة صادقة من الجهات الداعمة يمكننا ان نبرز جيل جديد من رجالات الاعمال ونكسر عادة الاحتكار .
الورقة الأخيرة: الفشل في التخطيط يقود إلى التخطيط للفشل فانتبه
No comments:
Post a Comment