فرنسا - هلال المحذوري ومحمد المشيخي
بناء على الأوامر السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة- حفظه الله ورعاه- القاضية باستحداث جائزة السلطان قابوس للإبحار الشراعي والتي تم تدشينها بمدينة ستافنجر بمملكة النرويج في شهر يوليو المنصرم بالتعاون والتنسيق مع الجمعية الدولية للتدريب على الإبحار الشراعي، احتفل مساء أمس على شواطئ البحر الأبيض المتوسط بمدينة طولون في جمهورية فرنسا الصديقة بتسليم جائزة السلطان قابوس للإبحار الشراعي للسفينة النرويجية كريستيان راديتش والتي فازت بنسختها الأولى. قام بتسليم الجائزة للسفينة النرويجية سعادة أحمد بن ناصر بن حمد المحرزي سفير السلطنة المعتمد لدى جمهورية فرنسا بحضور العميد الركن بحري محمد بن علي الفارسي كبير ضباط الأركان بالبحرية السلطانية العمانية والملحق العسكري العماني في فرنسا وقائد سفينة البحرية السلطانية العمانية (شباب عمان) وعدد من ضباط البحرية السلطانية العمانية وعدد من المسؤولين في الجمعية الدولية للتدريب على الإبحار الشراعي وجمع من المهتمين في مجال الإبحار الشراعي.
ويشرف على جائزة السلطان قابوس للإبحار الشراعي وزارة الدفاع ممثلة في البحرية السلطانية العمانية بالتعاون مع الجمعية الدولية للتدريب على الإبحار الشراعي، وتعد هذه الجائزة أحدث وأرقى جائزة تمنح في مجال سباقات الإبحار الشراعي، وهي تمثل دعما للتدريب على الإبحار الشراعي وتعزيزاً لأواصر المحبة والصداقة بين أطقم السفن التي تشارك في مختلف سباقات الإبحار الشراعي العالمي، كما أنها تعد من أبرز المستجدات لكل المهتمين بشأن التدريب على الإبحار الشراعي العالمي. لقد تنافس للحصول على جائزة السلطان قابوس للإبحار الشراعي في نسختها الأولى لهذا العام عدد من المعنيين والمهتمين بالإبحار الشراعي العالمي وعدد من المنظمات البحرية الحكومية والخاصة، حيث تم اختيار الفائز بالجائزة في اقتراع سري في المؤتمر السنوي للجمعية الدولية للتدريب على الإبحار الشراعي الذي يشارك فيه سنوياً ما يقارب من 350 عضوا يمثلون 35 دولة وذلك لمناقشة مختلف المستجدات في مجال التدريب على الإبحار الشراعي على مستوى دول العالم واستعراض الدروس المستفادة من المنافسات التي تنظمها الجمعية.
لقد كان حفل تسليم جائزة السلطان قابوس للإبحار الشراعي محط اهتمام الكثير من المعنيين والمهتمين بالإبحار الشراعي العالمي، حيث تم تسليط الضوء على هذا الاحتفال في كثير من وسائل الإعلام والمواقع الالكترونية ذات العلاقة بالإبحار الشراعي.
تواصل حضاري
وحول أهمية هذه الجائزة أجرى مندوب التوجيه المعنوي عدداً من اللقاءات حيث تحدث سعادة أحمد بن ناصر بن حمد المحرزي سفير السلطنة المعتمد لدى جمهورية فرنسا قائلاً: "بداية أود أن أعرب لكم عن سعادتي بتشريفي من قبل المقام السامي بتسليم جائزة السلطان قابوس للإبحار الشراعي للسفينة الفائزة وهي السفينة النرويجية كريستيان راديتش، وتعد هذه الجائزة تواصلا للإرث الحضاري البحري العماني، وتعمل على تحفيز الشباب للمشاركة في برامج التدريب على الإبحار الشراعي، وبهذه الجائزة أصبح اسم السلطنة في خارطة السباقات الشراعية العالمية، وتعد إضافة إلى سلسلة اهتمامات المقام السامي وتأكيدا للدور الريادي الذي لعبته السلطنة على مر العصور فيما يتعلق بالإرث البحري". من جانبه أدلى العميد الركن بحري محمد بن علي الفارسي كبير ضباط أركان البحرية السلطانية العمانية بتصريح قال فيه: "يأتي تسليم جائزة السلطان قابوس للإبحار الشراعي اهتماما من جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- القائد الأعلى للقوات المسلحة بهذا الموروث الحضاري البحري الذي ظل طوال التاريخ بمثابة جسر التواصل بين الحضارات والشعوب، وهذه الجائزة هي تكريم سام من لدن جلالته أعزه الله لكل المنظمات والهيئات والجمعيات التي تهتم وتدعم هواية الإبحار الشراعي خاصة تلك التي تضع تدريب الشباب وصقل قدراتهم ومهاراتهم في سلم أولوياتها وأهدافها".
وأضاف قائلاً: "ليس بغريب أن تكون عمان حاضرة في المحافل البحرية الدولية وأن ترعى محبي وهواة الإبحار الشراعي فهي وريثة مجد بحري وتاريخ حافل بالرحلات والانجازات البحرية، وليس أدل على ذلك إلا رحلات السفـن (سلطانة) و(صحار) و(شباب عمان) و(جوهرة مسقط) وغيرها، فإذا كان البحارة العمانيون يمخرون العباب والمحيطات رافعين اسم عمان ورايتها خفاقة ينشرون الود والإخاء والتواصل مع الشعوب، فإن جائزة السلطان قابوس أتت في خط مواز لهذه السمعة والمكانة البحرية لعمان ولتساير الإنجازات البحرية للبحار العماني، وهي في الوقت ذاته تتويج لكل من يحظى بشرف نيلها، وقد لمسنا خلال هذا المؤتمر اهتمام المنظمين والمعنيين بهذه الجائزة وتقديرهم وشكرهم لجهود مولانا جلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة على هذه اللفتة والعناية الكريمة من لدن جلالته أبقاه الله، وفي الختام أهنئ سفينة كريستيان راديتش على الفوز بجائزة السلطان قابوس للإبحار الشراعي لهذا العام".
تاريخ مشرف
يقول المقدم الركن بحري سيف بن ناصر الرحبي قائد سفينة البحرية السلطانية العمانية (شباب عمان) والذي شارك في فعاليات المؤتمر الدولي السنوي للجمعية الدولية للتدريب على الإبحار الشراعي: " إن الانجازات التي حققتها سفينة البحرية السلطانية العمانية (شباب عمان) طوال تاريخها المشرف منذ التحاقها بالبحرية السلطانية العمانية، هي ثـمرة من ثـمار النهج السامي الذي رسمه القائد الأعلى للقوات المسلحة منذ الوهلة الأولى لانضمام السفينة شباب عمان لأسطول البحرية السلطانية العمانية، وسار عليه طاقم السفينة نبراسا يضيء الطريق لترسيخ الصداقة والسلام بين الشعوب التي تزورها السفينة في رحلاتها الطويلة".
وحول أهم المحاور التي تناولها المؤتمر يقول قائد سفينة شباب عمان: "تمت مناقشة العديد من الموضوعات ذات العلاقة بالصعوبات التي تواجه السفن الشراعية الطويلة فئة (أ) وجميع النواحي التي تتعلق بالسلامة البحرية وتطبيقاتها، والملاحة البحرية باستخدام الأقمار الاصطناعية، والدروس المستفادة من الحوادث البحرية لعام 2011م، ومناقشة مشروع التقييم الذاتي للجمعية ودراسة آراء قادة السفن الشراعية ومراجعة التغييرات في قوانين سباقات الإبحار الشراعي وفي نهاية أعمال المؤتمر تم توزيع الجوائز على الهيئات والاتحادات التي قدمت خدمات ذات جودة عالية في مجال التدريب على الإبحار الشراعي".
وأكد الرائد الركن بحري سعيد بن سليمان الشبيبي من قيادة البحرية السلطانية العمانية قائلا: " إن جائزة السلطان قابوس للإبحار الشراعي أصبحت محط اهتمام المعنيين بالإبحار الشراعي، وهي محل فخر واعتزاز لكل من يعمل في هذا المجال، كما أنها تأتي لإبراز السلطنة في مختلف المحافل الدولية، وهذه الجائزة ستبقى خالدة في ذاكرة كل من يفوز بها خلال سباقات السفن الشراعية الطويلة".
فخر واعتزاز
من جانبه أكد أيرن كورن رئيس تدريب الشباب بالسفينة الفائزة بجائزة السلطان قابوس للإبحار الشراعي أن طاقم السفينة وكافة المتدربين بها يشعرون بالفخر والاعتزاز لحصولهم على هذه الجائزة في موسمها الأول وهم يتقدمون بجزيل الشكر والتقدير إلى جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم على تخصيص الجائزة ودعمه للشباب من مختلف أنحاء العالم لإحياء التراث البحري وصقل مهاراتهم في الإبحار الشراعي.
وأضاف نايجل روي رئيس الجمعية الدولية للإبحار الشراعي قائلاً: "إن جائزة السلطان قابوس للإبحار الشراعي أوجدت بلا شك جواً من المنافسة الشريفة بين المتسابقين، حيث تم فتح باب الترشح للمنافسة من خلال أعضاء الجمعية البالغ عددهم 26 منظمة وطنية للإبحار الشراعي، ومن هذا المنطلق فإننا اتخذنا خطوات حثيثة لضمان الاستفادة من هذا الدعم السخي من لدن جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم من قبل أكبر عدد ممكن من الشباب على اختلاف جنسياتهم، حيث يتم منح الجائزة إما لأحد الأفراد، أو الجهة المشغلة لسفينة تدريب على الإبحار الشراعي، أو إحدى الهيئات العاملة في مجال التدريب على الإبحار الشراعي نظير الخدمات المتميزة التي تقدمها للأخذ بيد الشباب في هذا المضمار".
وعن مدى إسهام جائزة السلطان قابوس للإبحار الشراعي في تطوير عملية التدريب على الإبحار الشراعي للشباب وتعزيز مشاركاتهم في مختلف سباقات الجمعية الدولية للإبحار الشراعي يقول باول بيشوب رئيس تنظيم السباقات بجمعية التدريب على الإبحار الشراعي: "نظراً لكون جائزة السلطان قابوس الجائزة الرئيسية التي تُمنح للإشادة بالخدمات المميزة المقدمة في مجال الإبحار الشراعي, فإنها تغطي عدة جوانب نعمل دائبين على تحسينها وتطويرها, كما أنها سترقى بمستوى الجودة والممارسة لبرامج الإبحار الشراعي ليس بوصفه مجرد تدريب للشباب على الإبحار فحسب بل الأمر يتعدى ذلك, حيث أنه يساهم في إكسابهم مهارات حياتية مهمة مثل الثقة بالنفس, والعمل الجماعي, ومهارات القيادة, وفهم الحضارات الأخرى، وقدرة التعامل مع من ينتمون إلى مختلف الخلفيات الاقتصادية والاجتماعية, لذا- ومن دون أدنى شك- فإن امتلاك مثل هذه الخبرات في سباقات السفن الشراعية الطويلة يعد بحد ذاته حافزاً قوياً ومكسباً مهماً في نطاق السباقات الدولية. كما عبر رون دادسويل أحد أعضاء لجنة اختيار الفائزين عن سعادته بهذه الجائزة والتي ستعمل على تشجيع الشباب لخوض مثل هذه السباقات، حيث إن هذه السباقات تساهم في إكسابهم مهارات حياتية مهمة .
منشور في جريدة عمان
No comments:
Post a Comment