زاهر بن حارث المحروقي
سلطنة عمان
كلما جلست مع الأستاذ عبد الرحيم عيسى وهو رائد من رواد الإعلام العماني فإني أفخر بهذا الإعلام الذي ضم كوكبة جيدة من الإعلاميين سواء العمانيين أو العرب الذين كان لهم شرف التأسيس، فالرجل موسوعي في ثقافته ولا يزال الإعلام يجري في دمه لذا تجده يتابع الأحداث ويحللها وكأنه لا زال يعمل محررا أو مذيعا لنشرات الأخبار أو محللا سياسيا، ومثله بالتأكيد هناك كثيرون لكنهم انزووا وتركوا العمل إما برضاهم أو مجبرين، ولا أدري كيف يمكن للإعلامي في العالم أن يتقاعد ويترك العمل راضيا وكأنه موظف إداري، وكيف للكاتب أن يترك الكتابة بمجرد تركه للوظيفة الإعلامية؟ وهو ما شاهدناه في كثير من الزملاء الإعلاميين العمانيين لعل الشيخ حمود بن سالم السيابي واحد منهم فهو عندما ترك العمل في جريدة عمان طلق الكتابة كليا وبالثلاث رغم إمكانيات قلمه وخبرته في مجال الصحافة وكأنّ صفة الصحفي مجرد"وظيفة"، وما ينطبق على عبد الرحيم عيسى وحمود السيابي ينطبق على الكثيرين، فرغم وجود الكثير من البدائل الآن إلا أنهم فضلوا الابتعاد وآثروا السلامة، لقد كان ذلك الجيل الذي بُني الوطن على أكتافه جيلا مميزا وعندما أقارنه بجيل اليوم أُصاب بدهشة من وجود ذلك الفرق الشاسع بين الجيلين رغم أن الجيل الجديد مسلح بالتأهيل العلمي، وإذا كنت أشرتُ إلى عبد الرحيم عيسى فذلك لأني أقابله وأتناقش معه فالإعلام العماني كان زاخرا بالكثير من الكفاءات مثل الأساتذة أحمد الفلاحي وذياب بن صخر العامري وعبد العزيز السعدون ومنى بنت محفوظ وغيرهم الكثيرون، وما ينطبق على الإعلام ينطبق على قطاعات الدولة المختلفة